الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية خاص بالجمهورية: هذا ما كشفه الشاعر الكبير محمد الصغير أولاد أحمد في "آخر حوار له" قبل وفاته بأيام

نشر في  13 أفريل 2016  (15:48)

قبل وفاته بأيام خصّنا فقيد الساحة الوطنية والثقافية، الشاعر الذي سيظل حيا بيننا بإبداعاته وقصائده وحبه للحياة والوطن بحوار موجز تطرق فيه إلى بعض النقاط التي تخص دور المثقف في الحياة السياسية ومآل الثورة التي أصبحت محل جدل وصراع.

كما تحدّث فيه عن الأطراف التي كفرته رغم إيمانه، وعن إنسانية الإنسان التي أصبحت مهددة..

- ماذا يقول الشاعر أولاد حمد عن المثقفين؟

هناك مثقفون تابعون للسلطة وهناك مثقفون خارج مناطف نفوذها. وهذه الظاهرة باتت موجودة في جميع أرجاء العالم، وأصبحت لدينا موضة لكلام ليس له معنى. هناك مثقفون لم يستوعبوا إلى اليوم أننا نعيش في مرحلة سياسية بامتياز تتطلب النضال وأخذ المواقف الضرورية، ولذلك فإن الأولوية للوطن وليس للشعر في حد ذاته ولا لأي شيء آخر.

وبمواقفنا تلك، خصوصا خلال فترة حكم الترويكا، أنقذنا تونس وجنبناها الدخول في متاهات قد دخلت فيها بلدان أخرى على غرار السودان وبعض بلدان الخليج العربي.

- هل فشلت الثورة التونسية؟

أعتبر أن الثورة التونسية مغدورة ودخلت على خطّها منظومة عالمية (الخليج، تركيا، الولايات المتحدة الأمريكية...)، بل وقع تحويل وجهتها من ثورة حرية وكرامة إلى صراع حول الدين والمعاصرة. لذلك علينا أن نستوعب أن الكلمة باتت اليوم للعلم والتطور التكنولوجي والرقمي، حيث ساهم هذا التطور في اندلاع ثورات وتغيير أنظمة الحكم.

وما حدث مع بن علي الذي رحل في ظرف 23 يوما خير مثال على ذلك، فالثورات التي كانت تندلع قبل الطفرة التكنولوجية كانت تدوم لسنوات، وأصبحت اليوم تندلع وتنتهي بسرعة رغم أنّ الشعر أصبح الحامل للأمل.

- ماذا تقول في ما يخص مسألة تكفيرك وتهديدك بالقتل في عدة مناسبات؟

رغم أنني مؤمن، وقع تكفيري وتهديدي بالقتل في أكثر من مناسبة على خلفية قصائدي ونصوصي ومواقفي عن تجارة الإسلاميين بالدين. أنا تحدثت عن الدين كثيرا لكنني لم أمس يوما الدين ولا جامعا ولا كنيسة. اليوم من المفروض أن تنقرض المجتمعات الدينية.

واليوم، مع ظهور داعش، باتت القيم الإنسانية مهددة واستقرت حيوانية الإنسان. في النهاية ليس كل إنسان إنسانا.

- وكيف تفسر صمت الشعراء والمثقفين؟

الأمر لا يحتاج تأويلا أو تفسيرا، فالخوف أو المصلحة الشخصية هما سبب هذا الصمت. من يصمت ليس بشاعر.. الذين يصمتون ليسوا بشعراء. كما أننا اليوم نعيش في ظل أزمة راهنة انعكست على الثقافة وعلى الشعر فأصبحنا لا نستطيع كتابة الشعر والتعبير عن الجمال بسهولة.. إنّ الدولة والأحزاب مسؤولة عمّا وصلنا إليه من تدهور ثقافي لكن الأمل لا يزال يرقص بين النجوم.

جالسه في هذا الحوار: محمد المنصف بن مراد